14‏/01‏/2009

الرقص الشرقي على الصراط المستقيم

لم يكن "بال أهلواليا" و"بيل أشكروفت" في "مفارقة الهوية" يقدمان مجرد مقاربة ذات أبعاد عدة فيما يتعلق بالمفكر الراحل "إدوارد سعيد"، إذ أن تحليل المركبات المعقدة لصاحب الثلاثية الأشهر "الاستشراق" لفلسطيني مسيحي أتم تعليمه في مصر، ثم حمل الجنسية الأمريكية وعاش كمواطن نيويوركي ، ليست مجرد علامة فارقة وحسب.
فـ"سعيد" الذي أجاد استنباط اللغة واستقراء النص، في نبش الصورة الفكرية للخطاب الكولونيالي حول الشرق، برز بوضوح تأثره بمدرسة " الأنثروبولوجيا المعرفية" التي أثارها "ميشيل فوكو" الفيلسوف والمفكر الفرنسي، خلال كتاباته التي قرأت كنوع من درأ التهم غير المنطقية للإسلام، ولكن، وفيما يتحدث "سعيد" في نقده للخطاب الكولونيالي، لم يكن ليبتعد عن ليبراليته التي ربما في مكان ما، هو نوع من النقد لما هو عليه حال الثقافة في الشرق.
قريبا من ذلك، كان المفكر الجزائري "محمد آركون" يحاول في كتابه "الاستشراق" مناقشة الحالة الاستشراقية بأبعاد أخرى، حاولت لوقت ما بلوغ الحد الأعلى من نقد الخطاب الاستشراقي تركيزا على ما بنى عليه المستشرقون حول الشرق وعقائده، ليس هذا حريا بالبحث الآن، فبينما بدا "غوستاف فون غرونباوم" متعجرفا وهو يستعرض تاريخ النظريات القائمة منذ الشيوعية وحتى الليبرالية، كان أحد المستشرقين يرى في كلمة لاذعة :«إن كل أحمق يستطيع أن يكون نبيا في الشرق».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق